صرخة

هي صرخة مكتومة تابى الخروج
تظل تجري في اوصالك مجرى الدم
تدور و تدور داخلك كالافعى تنشر سمها 
تشعر بالموت يتسلل بطيئا داخلك
على قيد الحياة!!! ..قد تكون كذلك و لكن في الواقع انت ميت تمشي على قدمين
تظل تطارد تلك الصرخة بداخلك لعلها تخرج و يخرج معها سمها
لعلك ترتاح
ولكن اذا صرخت من سيسمع؟اذا صرخت من سيشعر؟ اذا صرخت من سيعذر هذا المعتوه الذي يصرخ عاليا دون حياء؟
ستكتمها و تكتم معها الوجع
ويظل السم  يسري ... و تظل انت ميت يمشي على قدمين

الدوامة...

حين تتداخل كل الكلمات بداخلك لتصنع كتلة كبيرة من الصمت المثقل فتظن بعدها ان اصابك الخرس التام
تصيبك دهشة كيف لا تتكلم و كل هذا الحوار يدور بداخلك بلا توقف
حوار لا يعرف الصمت ويابى الخروج الى النور
وتظل انت هكذا حاضر بنصف ذهن ..نصف وعي..نصف شعور 
فالنصف الاخر غارق حتى اذنيه في هذه الدوامة 
تصيبك الخنقة ومن حولك لا يعفون ما بك
بل يلقون اليك تلك النظرات اللائمة لهذا الشخص المزعج متقلب المزاج
تود لو تجذبهم من ايديهم ليغوصوا في تلك الدوامة
حتى يسمعوا تلك الكلمات..حتى يشعروا بهذا الحنق ..حتى يشهدوا هذا الصراع
ولكن بلا جدوى
لا هم يدخلون الى تلك الدوامة...ولا انت تخرج منها

عادي ..ممكن تحس بحاجة حلوة

وعادي ممكن جدا تاكل طبق فروت سالاد
وتتفرج على فيلم قديم على روتانا كلاسيك من الاربعينات ولا حاجة
وتتمايل على صوت نور الهدى اللي لاول مرة تركز فيه وتشوف اد ايه جميل
وتستمتع بصوت العود و القانون وتيجي نسمة هوا باردة تلامس وشك
وعادي اما تترسم ابتسامة على وشك وتاخد نفس عميق و تخرجه بمنتهى الهدوء
وتلاقي نفسك بتخرج من الزمان و المكان و تروح لدنيا تانية 
دنيا هادية بعيدة عن صخب العالم اللي انت فيه
وتدي ضهرك لكل حاجة و تركز بس مع صوت القانون و طعم الفروت سالاد 
و تحس بحاجة حلوة ..اه عادي جدا ممكن تحس بحاجة حلوة

لسه في سحر في العالم...

لسه في سحر في العالم

في نسمة هوا ساعة الفجر تلمس وشك برقة تملا بيها صدرك و تخرجها بهدوء و تخرج معاها كل لحظة هم ووجع مرت بيك

في القمر ليلة تمامه وتتامله وتفتكر اما كنت صغير وتتخيله  وش واحد بيضحك و له عينين و تترسم ابتسامة على وشك 

في طفل صغير سرحان و بيبصلك اوي و فجاة يضحكلك

في صوت الكروان و هو بيردد "الملك لك لك يا صاحب الملك" فتردد معاه من قلبك

في صوت البحر الصبح بدري والناس نايمة وهو بيكلمك انت وبس ويبوحلك باسراره 

في قطعة شوكولاتة بتذوب بين شفايفك و تنزل بهدوء جواك و تمسح معاها كل الوجع وتسيب على وشك ابتسامة و لمعة عينين

في رذاذ المطر بيلمس وشك برقة فترفع راسك لفوق وتغمض عينيك و تدعي من قلبك يارب

في يمامة بتقرب بهدوء و تاخد بمنقارها حبات الرز اللي انت سايبهم على الشباك و تطير على عشها علشان تديهم لفراخها

في دعوة ست عجوزة ربنا يفرح قلبك مش لحاجة غير انك ساعدتها و فتحت لها الباب

لسه في سحر في العالم..ايوة لسه في سحر بس احنا ندور

على طريق العودة

وتتأملين وجهك في المرآة في صمت

تلمحين في تلك العيون لمعة افتقدتها منذ زمن

وعلى تلك الشفاة شبح ابتسامة يتوارى في خجل

تنصتين الى صوت بداخلك يناديكي

انت على طريق العودة..انا واثقة انك تعودين

تهزين وجهك في قوة

يهيا لكي ان لهذا الصوت يدا تمسك بكي في قوة

فلتصمي اذنيك عما سواي

فلتصدقي انك تعودين 

ودعي يدك لترتاح في يدي في هدوء

لاوصلك بهدوء الى بر الامان

تواصل تأمل وجهها في المرآة 

تاخذ نفسا عميقا وتتركه يخرج في هدوء 

و تردد في ثقة

نعم انا اعود..

كريم يا رب...

وها انت اتيت اخيرا بعد طول انتظار 

لترتسم ابتسامة على الشفاه رغم الالم

و تمتلئ القلوب بالامل و ترتفع الايادي لاعلى راجية

واثقة ان لن ترتد ابدا خائبة الرجاء

كريم يارب

الحمدلله على نعمة رمضان

محتارة انت...

وقلبك القابع منذ زمن في الظلام

ترقبينه و بعض الضوء يتسلل اليه في الخفاء

محتارة انت اتتركينه للضوء يغمره 

ام تسدلين الستار و تقيه مزيدا من الاضواء